الثلاثاء، 25 يناير 2011

ماذا بعد !!

أحد الدروس المهمة التي تعلمتها من والد أحد أصدقائي أثناء محاولات تعلمي الأولي للعبة البلياردو في تسعينيات القرن الماضي هو إنه ليس من الأهمية بما كان نجاحك في إدخال كرة ما إلي "البوكت" بقدر ما هو مهم أن يأتي مصاحباً لاختيارك للكرة التي تود إدخالها أفضل وضعية من الممكن أن تتحصل عليها لإدخال الكرة التي بعدها بعد إدخالك تلك الكرة أو بمعني اخر يظل من الأفضل لك لعب كرة قد تري أن نسبة إدخالك لها سوف تكون في حدود 60 أو 70 % وسوف تخرجك علي لعبة أخري جيدة تليها عن لعب كرة قد تري أن نسبة إدخالك لها 100% مثلاً لن تخرجك علي شيء بعد ذلك ونفس الشيء تقريباً بالنسبة لتحريك أي قطعة من القطع في لعبة الشطرنج
شيء مثل هذا كنت أضعه دوماً في بالي بل وأحرص علي انتهاجه بينما أنا أهٌم باتخاذ أي قرار أو خطوة ما تتعلق بكياني ومستقبلي وبالطبع من المؤكد بل ومن الأجدى كنت أحرص علي انتهاجه مع أي فعل أو لافعل سياسي كنت أقوم به طوال الفترة الماضية
.
نفس الأمر من المفترض أن يحرص عليه كل منا حينما يتعلق الأمر بمستقبل هذا البلد وأي بلد في حقيقة الأمر فليس مهماً الإطاحة بنظام ما مستبد فاسد وربما عميل أيضاً بقدر ما هو مهم أن تعرف ما الذي سوف تفعله بعد ذلك لأنه لو لم تكن تعرف فتأكد أن هناك غيرك من يعرف جيداً - ولديه الإمكانات أيضاً لـ - ما سوف يفعله هو بعد ذلك
يعني مثلاً بخصوص ما حدث في تونس مؤخراً وبعد فرار زين العابدين بن علي "وبعد تقديم أسمي آيات التحية والتقدير بالتأكيد للشعب التونسي الشقيق علي شجاعته وإقدامه وبعد تقديم أسمي آيات التعازي علي شهدائه الذي ضحوا بأرواحهم في سبيل ما تحقق هذا" فبخصوص ما حدث في تونس - وإن كان ما حدث هذا قد حدث بصورة عفوية وطبيعية - قد لا يدرك الكثير من حضرتكم أن هناك كثيرين من كان قد يكون لديهم مصلحة في تأجيج الصراع في تونس بعد ما حدث هذا وذلك مثلاً لمجرد ألا تكون تونس هي النموذج الذي يحتذي به في دول أخري باتت مرشحة هي الأخرى لكي يحدث فيها نفس ما حدث في تونس هذا أو حتى مثلاً لكي يحكم البعض قبضته علي البلد متعللاً بحرصه علي عدم ولوج البلاد إلي فوضي عارمة - قد يساهم هو نفسه في إظهار نذرها - لا تبقي ولا تذر
.
وأرجو أن تتذكروا دوماً أعزائي أن أكثر ما يتمناه نظام مثل نظام الحزب الوطني في مصر أو أي نظام علي شاكلته بل ويريحه في حقيقة الأمر هو لجوئكم إلي العنف أو حتى إلي ما يمكن له تطويره بسهولة من ناحيته إلي العنف لأنكم بذلك تكونون قد دخلتم إلي ملعبه الذي يجيد اللعب فيه
ودعوني أخيراً أقر وأعترف بأنني عن نفسي لا أتمني أن يحدث في مصر نفس ما حدث بنفس الطريقة التي حدثت في تونس وذلك لأنني أدرك تماماً أن النتائج التي من الممكن أن تترتب والتوابع المصاحبة لإسقاط النظام في مصر قد تكون مختلفة تماماً عن النتائج التي ترتبت والتوابع التي صاحبت وفقط إقصاء رأس النظام في تونس اللهم إلا لو كان كل شيء مرتب سلفاً و"ثورة" 25 يناير المزمعة هذه ما هي إلا التكأة أو البرافان الذي سوف يستغله البعض ولا أريد أن أقول الذي يحث عليه البعض لتمرير ما هو معد سلفاً وكان يريد تمريره من البداية
.
الخلاصة
فكروا كثيراً كثيراً وأعيدوا التفكير مراراً وتكراراً قبل أن تَهٌٍموا "بفتح التاء" أو تُهٌموا بمعني أدق "بضم التاء" باتخاذ أي قرار أو خطوة ما تتعلق بمستقبلكم ومستقبل أبنائكم قد تندموا عليه أو عليها بعد ذلك

الخميس، 20 يناير 2011

السعودية تحتجز نسرا "إسرائيليا"

تحتجز السعودية نسرا عثر عليه في إحدى مناطق شمال البلاد بشبهة استخدامه لإغراض رصد لصالح إسرائيل بعد أن عثر على شارة علقت في إحدى رجليه كتب عليها "جامعة تل أبيب"

ويقول مسئولون سعوديون إن النسر كان يحمل جهازا لتحديد المواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية قادرا على بث الإشارة لاسلكيا.

ونشرت مواقع عربية على شبكة الانترنت خلال الأيام القليلة الماضية تقارير تشير إلى أن دخول النسر إلى الأراضي السعودية عبارة عن "مؤامرة صهيونية".

وفي المقابل، نفى مسئولون إسرائيليون في مجال "الحياة البرية" هذه المزاعم مبدين مخاوف بشأن سلامة الطير.

وكان الطير الذي قد يصل طول جناحيه إلى أكثر من مترين ونصف قد عثر عليه قبل عدة أيام في منطقة صحراوية شمال مدينة حائل

.
"
جمع معلومات"

وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن الأشخاص الذين عثروا على الطير شعروا بالريبة بعد أن شاهدوا جهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية فقاموا بتسليم الطير والأجهزة للسلطات المحلية.

وأشارت الصحف السعودية وعدة صحف عربية إلى احتمال استخدام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، للطيور لجمع المعلومات.

ووصفت التقارير التي نشرتها عدة مواقع على الانترنت الطريقة التي تصرف بها الطير عند الاقتراب منه إلى جانب وصف للمعدات التي كانت معلقة على ساقه ومزروعة داخل جسمه.

وعبر مسئولون إسرائيليون عن صدمتهم لصدور هذه التقارير معتبرين أن جهاز رصد المواقع مهمته جمع المعلومات حول أماكن تنقل الطير لأغراض بحثية.

وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع عن ظهور تقارير مصرية أشارت إلى احتمال وجود "مؤامرة إسرائيلية" أدت إلى وصول أسماك قرش مفترسة إلى سواحل شرم الشيخ على البحر الأحمر بغرض تدمير سياحة المنتجعات الساحلية المصرية في سيناء.

نسور الموساد

وقطط اليهود في حرب أكتوبر

حكاية الطيور الجارحة التي تم ضبطها في أراضى الشقيقة العربية السعودية وحكاية القروش الإسرائيلية ذكرتني بأيام حرب أكتوبر

عندما اقتحمنا حصون بارليف بعبور قناة السويس دخلنا لمسافة 14 كيلومتر شرق القناة في أراضى سيناء. كنت في رأس العش في الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد وهى النقطة التي عبرنا منها واستولينا فيها على الموقع الحصين على الشاطئ الشرقي في السويعات الأولى من العبور قبل عصر نفس يوم العبور (السادس من أكتوبر 1973).

كانت الأرض ملاحات وعمق مائها نحو نصف المتر وشديدة التركيزالملحى، فيقترب قوامها من قوام العسل. كان اليهود منذ احتلالهم لأرض سيناء في 1967 قد أقاموا طرقا ترابية على حصير من البلاستيك في تلك الملاحات تسهل لهم الحركة والوصول إلى موقعهم الحصين في الكيلو 19 على حافة القناة. استولينا على كل تلك الطرق بعد اقتحام الموقع الحصين وقتل وأسر جنوده. ولأنني أدير نيران المدفعية الثقيلة الموجودة على الأراضي غرب القناة فكان مكاني المنطقي هو في مقدمة القوات التي عبرت وفى المواجهة المباشرة مع القوات اليهودية. أقمت برجا حديديا بارتفاع 12 متر يمكنني من كشف أكبر مساحة من الأرض المحتلة باليهود لإدارة النيران منه.

كان بيني وبين اليهود مسافة نحو 600 متر زرعنا فيها ألغاما من ناحيتنا وزرعوا ألغاما من ناحيتهم. كانوا يرسلون القطط التي تتخلل حقول الألغام وتأتينا من عندهم. كانت قططا سمينة ووديعة وجميلة للغاية!!! ولأننا لانثق في اليهود ولا نأمن لهم فقد كنت أشك في تلك القطط. كنت أتحسس أجسامها بدقة بالغة وأتلمّس أي شيء مهما كان صغيرا ودقيقا تحت جلودها. تحيّرت في أمرها، هل أقتل تلك القطط؟

أم أحتجزها أو أطردها ؟ كم سيكون ذنبي إن كانت تلك القطط بريئة وخالية من أجهزة التنصت؟ وكيف نحتجزها ومن أين نجد الوقت لذلك وكيف سنطعمها طعامنا المتواضع؟ وهل نأكل نحن أم نطعم تلك القطط؟ فقد اعتادت عندهم على أطعمة الرفاهية والدلال من السحت والسلب والنهب ؟!

لم يكن أمامي إلا أن آمرالقوة التي معي بمنعها من التوغل للخلف في اتجاه القناة على الطرق الترابية حتى لا تمر على قواتنا المرابطة في الخلف.

وأمرت جنودي بعدم التحدث في أي أمر عسكري أو عن الطعام أو الشئون الإدارية في وجود تلك القطط الوديعة مع استمرار طردها حتى ترحل وتعود إلى أصحابها في الجانب المضاد.

ولكن تلك النسورالتى ضبطت وأسرت في الشقيقة السعودية جاءت واضحة وصريحة حاملة أدلة الإدانة على أجسامها.

وأظن – والله أعلم – أن تلك النسور قد أطلقتها إسرائيل بالقرب من ليلات على ساحل خليج العقبة (الذي يسميه هؤلاء الخنازير خليج ليلات) وعبرت تلك النسور – الموسادية - اليابسة عند الطرف الجنوبي للأردن في منطقة العقبة إلى المملكة العربية السعودية

وبخاصة أنها صيدت في منطقة حائل المواجهة لايلات على خليج العقبة شمال البلاد

ومهما ادعت إسرائيل أن الأجهزة المزروعة في تلك النسور هي أجهزة علمية فلا بد من الحيطة والحذر الكاملين فهم لا يرقبون في المسلمين إلا ولاذمّة ولا يأتون إلا الخسيس من الأفعال

"لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون"

(التوبة: آية 10)

محمد هاشم عبد الباري