تحتجز السعودية نسرا عثر عليه في إحدى مناطق شمال البلاد بشبهة استخدامه لإغراض رصد لصالح إسرائيل بعد أن عثر على شارة علقت في إحدى رجليه كتب عليها "جامعة تل أبيب"
ويقول مسئولون سعوديون إن النسر كان يحمل جهازا لتحديد المواقع الجغرافية عبر الأقمار الصناعية قادرا على بث الإشارة لاسلكيا.
ونشرت مواقع عربية على شبكة الانترنت خلال الأيام القليلة الماضية تقارير تشير إلى أن دخول النسر إلى الأراضي السعودية عبارة عن "مؤامرة صهيونية".
وفي المقابل، نفى مسئولون إسرائيليون في مجال "الحياة البرية" هذه المزاعم مبدين مخاوف بشأن سلامة الطير.
وكان الطير الذي قد يصل طول جناحيه إلى أكثر من مترين ونصف قد عثر عليه قبل عدة أيام في منطقة صحراوية شمال مدينة حائل
.
"جمع معلومات"
وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن الأشخاص الذين عثروا على الطير شعروا بالريبة بعد أن شاهدوا جهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية فقاموا بتسليم الطير والأجهزة للسلطات المحلية.
وأشارت الصحف السعودية وعدة صحف عربية إلى احتمال استخدام جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، للطيور لجمع المعلومات.
ووصفت التقارير التي نشرتها عدة مواقع على الانترنت الطريقة التي تصرف بها الطير عند الاقتراب منه إلى جانب وصف للمعدات التي كانت معلقة على ساقه ومزروعة داخل جسمه.
وعبر مسئولون إسرائيليون عن صدمتهم لصدور هذه التقارير معتبرين أن جهاز رصد المواقع مهمته جمع المعلومات حول أماكن تنقل الطير لأغراض بحثية.
وتأتي هذه الحادثة بعد أسابيع عن ظهور تقارير مصرية أشارت إلى احتمال وجود "مؤامرة إسرائيلية" أدت إلى وصول أسماك قرش مفترسة إلى سواحل شرم الشيخ على البحر الأحمر بغرض تدمير سياحة المنتجعات الساحلية المصرية في سيناء.
نسور الموساد
وقطط اليهود في حرب أكتوبر
حكاية الطيور الجارحة التي تم ضبطها في أراضى الشقيقة العربية السعودية وحكاية القروش الإسرائيلية ذكرتني بأيام حرب أكتوبر
عندما اقتحمنا حصون بارليف بعبور قناة السويس دخلنا لمسافة 14 كيلومتر شرق القناة في أراضى سيناء. كنت في رأس العش في الكيلومتر 19 جنوب بورسعيد وهى النقطة التي عبرنا منها واستولينا فيها على الموقع الحصين على الشاطئ الشرقي في السويعات الأولى من العبور قبل عصر نفس يوم العبور (السادس من أكتوبر 1973).
كانت الأرض ملاحات وعمق مائها نحو نصف المتر وشديدة التركيزالملحى، فيقترب قوامها من قوام العسل. كان اليهود منذ احتلالهم لأرض سيناء في 1967 قد أقاموا طرقا ترابية على حصير من البلاستيك في تلك الملاحات تسهل لهم الحركة والوصول إلى موقعهم الحصين في الكيلو 19 على حافة القناة. استولينا على كل تلك الطرق بعد اقتحام الموقع الحصين وقتل وأسر جنوده. ولأنني أدير نيران المدفعية الثقيلة الموجودة على الأراضي غرب القناة فكان مكاني المنطقي هو في مقدمة القوات التي عبرت وفى المواجهة المباشرة مع القوات اليهودية. أقمت برجا حديديا بارتفاع 12 متر يمكنني من كشف أكبر مساحة من الأرض المحتلة باليهود لإدارة النيران منه.
كان بيني وبين اليهود مسافة نحو 600 متر زرعنا فيها ألغاما من ناحيتنا وزرعوا ألغاما من ناحيتهم. كانوا يرسلون القطط التي تتخلل حقول الألغام وتأتينا من عندهم. كانت قططا سمينة ووديعة وجميلة للغاية!!! ولأننا لانثق في اليهود ولا نأمن لهم فقد كنت أشك في تلك القطط. كنت أتحسس أجسامها بدقة بالغة وأتلمّس أي شيء مهما كان صغيرا ودقيقا تحت جلودها. تحيّرت في أمرها، هل أقتل تلك القطط؟
أم أحتجزها أو أطردها ؟ كم سيكون ذنبي إن كانت تلك القطط بريئة وخالية من أجهزة التنصت؟ وكيف نحتجزها ومن أين نجد الوقت لذلك وكيف سنطعمها طعامنا المتواضع؟ وهل نأكل نحن أم نطعم تلك القطط؟ فقد اعتادت عندهم على أطعمة الرفاهية والدلال من السحت والسلب والنهب ؟!
لم يكن أمامي إلا أن آمرالقوة التي معي بمنعها من التوغل للخلف في اتجاه القناة على الطرق الترابية حتى لا تمر على قواتنا المرابطة في الخلف.
وأمرت جنودي بعدم التحدث في أي أمر عسكري أو عن الطعام أو الشئون الإدارية في وجود تلك القطط الوديعة مع استمرار طردها حتى ترحل وتعود إلى أصحابها في الجانب المضاد.
ولكن تلك النسورالتى ضبطت وأسرت في الشقيقة السعودية جاءت واضحة وصريحة حاملة أدلة الإدانة على أجسامها.
وأظن – والله أعلم – أن تلك النسور قد أطلقتها إسرائيل بالقرب من ليلات على ساحل خليج العقبة (الذي يسميه هؤلاء الخنازير خليج ليلات) وعبرت تلك النسور – الموسادية - اليابسة عند الطرف الجنوبي للأردن في منطقة العقبة إلى المملكة العربية السعودية
وبخاصة أنها صيدت في منطقة حائل المواجهة لايلات على خليج العقبة شمال البلاد
ومهما ادعت إسرائيل أن الأجهزة المزروعة في تلك النسور هي أجهزة علمية فلا بد من الحيطة والحذر الكاملين فهم لا يرقبون في المسلمين إلا ولاذمّة ولا يأتون إلا الخسيس من الأفعال
"لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون"
(التوبة: آية 10)
محمد هاشم عبد الباري