الأربعاء، 22 يوليو 2015

من أجل طالب لديه القدرة على ( السؤال )



بقلم / أيمن محروس زكى

يرتبط التفوق في مصر بمقدار ما تحفظه لا ما تمتلكه من معلومات تشكل بنية عقل الطالب ، ولكن

هل هذا كاف ؟

هل الطالب بمجرد امتلاكه للمعلومة يصبح قادرا علي استخدامها ؟

هل لديه القدرة علي تطويعها؟

هل لديه مهارة استخراج مكنونات البناء المعرفي ؟

امتلاك المعرفة دون تمحيصها و تفكيك بناها بالأسئلة النقدية يخرج طالبا نمطيا .. يحفظ المعلومات و يسكبها دون وعي في كراسة الاجابة بعدها تتحرر المعلومة من عقله لتتركه كما بدأ يعود .. في احتياج لاستعادة المعلومة .

حفظ المعلومة (نهج الاسفنجة) وتسميعها كفيل بتفوقك في الامتحان بالنسبة لتعليم لا يهتم بالجودة ولكنه لا يمكنك من مواصلة مشوار التعلم و التنمية الذاتية واثراء عقلك بالمهارات و القدرة علي البحث و سبر أغوار العلم .. وهو ما ينتج مواطن يعيش عالة علي المجتمع يستقي أفكاره من الآخرين دون نقاش فيتشكل حسب ما يلقن له .. ان كان الأثير متطرف حمل البندقية وخرج علي المجتمع و كفره لدواعي لم يفهما أبدا .. وان كان الأثير مشبع بالافكار السلبية و الخضوع والسلبية تحول علي نفس النمط السلبي و هجر المجتمع وانزوي بعيدا عنه .

*السؤال بداية المعرفة الحقيقية

أما تربية النشأ علي التفكير و اختراق ما استغلق عليه فهمه من خلال البحث و الاستقصاء وطرح اسئلة و البحث عن اجاباتها من مصادر مختلفة و المقارنة بينها بغية الوصول للحقيقة .. عندها نكون أمام طالب تم اعداده للحياة يكون وصيا علي افكاره ويرفض وصاية الآخرين و يستطيع أن يميز بين الغث و السمين منها .. وهو أمر يحتاج لثورة في المناهج من خلال تقليل مساحة الحفظ و اطلاق العنان للفهم و البحث و الخيال .

* المعلم صانع الدهشة

فقط المعلم القادر علي اخراج النشأ المفكر .. بصفته مصدر ثقة الطالب .. شريطة و جود مناهج تساعد علي الابتكار، و توفير برامج تنمية مهنية جيدة له ، و مناخ تعليمي صحي ..

كرامة المعلم هي أولي خطوات التطوير .. وهيبة المعلم في درة الكرامة .. و مقدمة التطوير هي مرتبات تكفي المعلم وتوفير الامان الوظيفي .. وعدم ارباك المعلم بقضايا مختلقة من الاعلام لتشويه صورته .

*دور وزارة التربية و التعليم في التغيير

يحدث هذا التغيير عندما يكون الطالب محورا حقيقيا للتعليم ، لكن للأسف أصبح الوزير رأس السلطة التنفيذية في وزارة التربية و التعليم هو محور التعليم و مصدر ارباكه .. في ظل نظام عمل يقصي المبدعين و يقرب أصحاب السمع و الطاعة .. و من المعلوم أن الولاء لا يصنع حضارة بل الاختلاف و حرية الفكر و البحث ..

نحتاج لوزير جامع عقود الماس من المفكرين و الخبراء الجادين ..يضعون مناهج حقيقة و تخطيطا حقيقيا للمستقبل .. دون ادخالنا في متاهات الخلاف و اختلاق المشاكل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق