الثلاثة يشتغلوننا

قلم سيد عادل

عفوا لم أقصد الفيلم إياه (الثلاه يشتغلونها)..ولكني أقصد الواقع والحقيقه...وأي إشتغاله قد نراها من هؤلاء الثلاثه..إشتغاله لا فشل لها ولا تخبط..وإنما هي إشتغاله مخطط لها وموضوعه بحكمة وبلاهة شديدة فى نفس الوقت...يشتغلونا..حينما يقولوا مصر العفيَه..إشتغلونا عندما قالوا مصر هبة النيل..إشتغلونا ولازالوا يشتغلونا حينما رفعوا شعار.. الشرطه فى خدمة الشعب...إذا فالحياة فى مصر أصبحت وبلاشك كلها إشتغالات..وصلى ع اللى يشفعك فيك
أتوقع وبشدة إنشاء نقابة للإشتغالات ...حتى ترعى حقوق الإخوه اللي بيشتغلونا..ربما سنرى غدا جامعه للإشتغالات لتخريج جيل كامل وبناء كوادر...مخصصه فى علم الإشتغالات ..وبكل لغات العالم..بل وفى شتى مجالات الحياه..من إشتغالة توشكا..وإشتغالة السياحه..وإشتغاله الزراعه..وإشتغالة التعليم المجانى ,,وأخرهم إشتغالة التغيير التى يصدقها الكثير وأولهم أيمن نور وأخرهم العبد لله

المنبع الأول
يشتغلنا دائما فى تصريحاته وتسجيده المتتالى الذى قد يصل أحيانا الي التثبيت (أو الزرط لو كنت دقيق).. فكل التصاريح والتقارير والوعود والمواعيد والتواريخ والكلام والأسباب وكله كله..ماهو هو إلا عباره عن إشتغاله كبيره..نسمعها من يوم أن إختارنا الله أن نكون أبناء لهذا البلد..طامحين رافعين شعار... ياجدعان وحياة أبوكوا بطلوا إشتغالات
نعرف أنهم يكذبوا..ولكن لا أعلم لماذا نصدق..لماذا نصدق مسئولين توعدوا أكثر من مره..بتصحيح مسار هذا الوطن.. لبناء عقل هذا المواطن..للرقى بمعيشة هذا الشحات..للخروج من النفق المظلم المستديم لهؤلاء محدودى الدخل..كل يوم نسمع عن تقارير.. عن علاوات ستقدم عن فرص عمل عن شقق سكنيه.. ولكنى أراجع نفسى عند الشعور بصدق مايقال..حينما أكتشف أنها إشتغالات... فهل عرفت من أقصد فى هذا المنبع الأول؟.. لو عرفت خليه فى سرك..بطل إشتغالات

المنبع الثاني
سجاده حمراء..يسير عليها نجوم وفنانين من مختلف بقاع العالم...صناع سينما بجد؟؟أقل مايقال عنهم أنهم مبدعين مكتشفين للجديد ممتعين يحترمون عقل المشاهد بل يحترمون أدميته.. من حقهم أن يكروموا من حقهم أن يحصدوا الجوائز ..فهم مبدعين,, فهنا لا أراهم يشتغلونى.. بعد رفع جائزة اوسكار.. لكن حينما ترى فنان عربى بل مصرى على وجه الخصوص..يتذلل (يحكها أحيانا) للسير على هذه السجاده.. مرتديا بدلة سمراء فخور بنفسه..مرتديه فسات مخروم فخوره بفنها.. يلتقطون صورا مع نجوم العالم ..ثم بعد ذلك تراهم يتحدثون عن ثورة السينما المصرية وتقديمها لما هو ممتع وراقى وجديد وجدير بالمشاهده والإحترام.. فهنا قف مكانك يامحترم..إنت بتشغلنى
إنت إشتغلتنى عندما قلت..أن سينما مصر يراها العالم.. فأى عالم تتحدث عنه..هل تقصد عالم سمسم؟.. فالعالم الذى قد يشاهد أفلاما من نوعية أفلام السبكى المحششه..أو أفلاما من نوعية جرجس فوزى الملونه بالطبيعى وبالأحاسيس..أو أفلاما من نوعية حين ميسره وكلمنى شكرا ومذكرات مراهقه وعمر وسلمى وأفلام تاريخيه من نوعية إمرأه هزت عرش مصر وإلخ إلخ إلخ ..فهو بالتأكيد عالم مريض ..ومريض فحت كمان
فأرجوكم لاتشتغتلونا أكثر من ذلك..وكفوا عن الحديث عن طفولتكم العبقريه ومواهبكم منذ الصغر وعن أرائكم العبقرية تجاه مشاكل المجتمع...وكفايه عليكم..حفلات حريتى وسهرات شاشتى.. ومهرجان كان التسويقى...وإعرفوا حجمكم الطبيعى مقارنة بالسينما العالميه...ولا تشتغلونا..فيا حلو بانت لبتك..ولو مش مصقدنى...فقط..جرب أن تشاهد فيلم " leonardo dicaprio" الجديد

المنبع الثالث
تأتى له الفرصه أن يظهر للعالم وأن يكون نجم النجوم..تتهافت عليه الأنديه العالميه (المتوسطه فقط).. منهم من يذهب للأحتراف ومنهم من فقط يريد ماهو تحت الترابيزه.. المحترف منهم فاشل ثم فاشل ثم فاشل.. إما الرجوع مرة اخرى أو ينحدر بيه الخط الإنحرافى ليلعب فى مزراع دينا سابقا (جولدى سابقا ) لا أعلم إسمه حاليا.. ياخذ ماهو أعلى من الملايين كل عام( ربنا يزيد ويبارك)..وقد تراه حصد كل البطولات المحليه والقاريه والديموقراطيه..ثم يقول بكل أسف..."حققت كل حاجه..إلا كأس العالم"..ويتمم كلامه بحمد الله... فهل تحمد الله على كل حاجه أم عدم لعبك فى كأس العالم.. نسوا وتناسوا أنهم فقط مرتين فى تاريخ البلد..فلماذا تشتغلونا.. وتتحدثوا وكأن مقر الفيفا فى مصر..لماذا تتنساوا دائما ان كأس العالم هو الأصل.. لماذا لا تتذكروا..أنجولا وتوجو... لماذا تتناسوا..أن دول مثل كوت ديفوار والكاميرون ونيجريا..يسجلوا اساميهم كل مونديال وبكل سهوله.. ويسر ..يصعدوا المونديال وكأن تصفياته إمتحانات كلية شرطه.. لماذا تتحدثوا اساسا عن كورة القدم ولايوجد حتى لاعب تم إختباره فى أى ناد أسبانى.. فهل أنتم تشتغلونا بتقارير ترتيب الفرق العالميه..إذا..فأرجوكم لا تشتغلونا أكثر من ذلك.. فمنتحب تركيا الحاصل على المركز الرابع فى 2002.. يعمل فى صمت للرجوع لكأس العالم.. مرة اخرى.. بدون مساء الأنوار ومشاكله..وتذكروا منتخب توجو ياجدعان
الإشتغالات لا تعد ولا تحصى..فقد تم تحديدهم إلى ثلاثه..ربما للقافيه..وكما تعلمون..أن "القافيه" تغلب الشجاعه

المصدر: سيد عادل